الاثنين، 31 ديسمبر 2012

(أعاني من شقاوة ابني)



السؤال : طفلي غاية في الشقاوة، كثير الحركة، متقلب المزاج وله قدرة عجيبة على المشاغبة لدرجة أن جو البيت يصبح أحياناً غير محتمل..أتساءل عن الطريق السليم لتربيته على أسس راسخة ليصبح طفلاً مهذباً يتمتع بالصفات والأخلاق الطيبة ؟

الجواب : شقاوة الأطفال وعقابهم مسألة تقديرية تختلف من أسرة إلى أخرى. حيال تصرفات أبنائهم التي تثير الحنق والغضب مثل تكرار الأطفال لعملية إيذاء إخوتهم الأصغر منهم سناً أو سكب اللبن والمأكولات عمداً على الأرض وكسر الأكواب واللعب والتبول أثناء اللعب وإلقاء الأشياء من الشرفات والإهمال في الممتلكات الخاصة وتخريب الأثاث والرسم على حيطان المنزل.

- قد يكون الدافع محاولة الصغير لفت النظر إليه لأنه يشعر في قرارة نفسه أن والديه لا يعطونه الاهتمام الكافي والرعاية اللازمة أو يشعر بالغيرة من قدوم مولود جديد للأسرة أو يعاني من الضيق بسبب زيارة شخص قريب لقلب الأم يحظى باهتمامها طوال الفترة التي يقضيها معهم
- قد يكون الصغير محروم من العطف والحنان أو يشعر أن والده يستحوذ على الجزء الأكبر من عواطف أمه، فيقوم بالتنفيس عن شعور الضيق الذي يعتريه بالشقاوة والإكثار من الحركات العصبية
- قد يجد صعوبة في التكيف مع متغيرات الحياة والضغوط العصرية فيتولد لديهم إحساس بالإحباط ويحاولون التنفيس عنه بالشقاوة الزائدة
- قد يحاول اختبار قدرة والديه على التحمل فيعتمد ارتكاب أعمال تثير غضبهما ليرى رد الفعل عليهما. - قد تكون الشقاوة في بعض الأحيان نوعاً من التحدي لأم متحكمة ومتسلطة أو لأب قاس أو لجو أسرة مشحون بالمشاجرات التي لا تنتهي، أو يتصرف الطفل بطريق غير مهذبة لعدم وجود القدوة الحسنة من الوالدين.
- قد يتحول طفل هادئ الطباع إلى طفل عصبي بعد الالتحاق مباشرة بالمدرسة، لأنه يشعر بالغربة في المدرسة ويجد صعوبة في التكيف مع بقية زملائه كما أنه يشعر بأنه يبحث طوال ساعات الدراسة عن حنان أمه.
- هناك عدة علاجات للتغلب على شقاوة الصغار وتساعد على تهذيب سلوكهم وهي كالتالي
- تفهم طبيعة تصرفات الصغير وتقريب المسافة بين الطفل ووالديه على أن يكون الحب والحنان هما أساس العلاقة الأسرية
- إظهار الغضب للصغير عندما يرتكب خطأ ومحاولة وضع عقاب رادع لفعلته حتى لا يكررها مع تجنب القسوة حتى لا يحاول الصغير تحدي الوالدين ويلجأ للعناد
- عدم التردد في الثناء عليه عندما يقوم بعمل يستحق المديح ومكافأته بلمسة حنان أو قبلة صادقة
- سؤاله بحزم عن سبب ارتكابه لخطأ ما والاستماع إلى شكواه باهتمام. وعندما يبدأ الصغير في تبرير موقفه ينظر الوالد إلى عينيه ويستمع له جيداً حتى يشعر الصغير بالاهتمام والارتباط الوثيق بينه وبين والديه
- امتناع الوالدين عن التكرار على مسمع من الصغير أن ابنهما غاية في الشقاوة وأنهما عجزا عن التغلب على هذه المشكلة لأن ذلك يدفع الصغير للتمادي في الشقاوة
- لكن أؤكد أن الطفل الكثير الحركة عادة ما تكون هذه الصفة عنده دليلاً على الذكاء الذي يتمتع به
- ضرورة تفهم خصائص النمو وآثارها على الطفل وكيفية التكيف معها وتعزيز إيجابياتها والحد من سلبياتها .