الخميس، 20 ديسمبر 2012

كل إنسان له لقاء مع الله تعالى بمفرده ليس بينهما أحد

  •   .
    عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ - رضي الله عنه - ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ - صلَّى الله عليه وسلَّم - : « مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ سَيُكَلِّمُهُ اللّهُ , لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ , فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلاَ يَرَى إِلاَّ مَا قَدَّمَ , وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلاَ يَرَى إِلاَّ مَا قَدَّمَ , وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلاَ يَرَى إِلاَّ النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ , فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ »(1), والترجمان: المترجم ؛ وهو المفسر للكلام , الموضح له عن لسان بلسان آخر, ففي الحديث بيان لقاء العبد بربه - تعالى- وأي لقاء هذا أيها المبارك ؟ إنه لقاء مع من بيده ملكوت كل شيء , وهذا اللقاء يتميز بما يلي :

    • 1: أن الله - عزَّ وجل- سيكلمه .
    • 2: أنه سينفرد بربه ليس بينهما أي أحد , لا يحتاج إلى أي مترجم يترجم بينه , وبين الله - جلَّ وعلا- .
    • 3: ليس هناك حجاب يحجبه عن الله - جلَّ وعلا- .
    • 4: أنه في ذلك الموقف سيرى ما قدَّم محيطاً به عن يمينه , وشماله .
    - واختلف في سبب التفاته يمنيا , وشمالا :
    فقيل : إن حاله كالإنسان الذي داهمه أمر , فيلتفت يميناً وشمالاً , يطلب فيه العـون .
    وقيل : إن سبب الالتفات رجاء أن يجد طريقاً يذهب فيها ؛ ليحصل النجاة من النار ، فلا يرى إلا ما يفضي إلى النار ؛لأنه جاء في رواية البخاري :« فَيَنْظُرُ عَنْ يَمِينِهِ فَلَا يَرَى إِلَّا جَهَنَّمَ , وَيَنْظُرُ عَنْ يَسَارِهِ فَلَا يَرَى إِلَّا جَهَنَّمَ »(2 ).

    • 5: أن النار في ذلك الموقف قريبة منه تلقاء وجهه ، لقول النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - : « وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلاَ يَرَى إِلاَّ النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ »فيا له من موقف عظيم - نسأل الله فيه النجاة والسلامة - ، وفيه دليل على قرب النار من أهل الموقف .



من كتاب فقه الانتقال من دار الفرار الى دار القرار
للشيخ عبدالله الفريح

(1) انظر : تفسير ابن كثير على هذه الآية .
(2) انظر: الفتح (11 / 492 ) , حديث ( 6539 )