الخميس، 27 ديسمبر 2012

راية الإسلام

قال الشاعر:قد أشرقت ( راية الإسلام ) والأدب ... فحيها معلنا بالشعر والخطب
واهجر سبيل الأولى جادوا بشعرهم ... لمنزل دارس الإطلال من نوب
يشجيهم ذكر آرام نعمن به ... تسوم بنت الربى في مأمن خصب
وذكر عين لها في القلب منزلة ... تلقى قلوب أولي الأحلام في كرب


كمثل ريم يمين الرند قد عرضت ... ألقت إلي سهام الحزن والشجب
عين المهاة رمتني وهي معرضة ... فصرت ذا حيرة في كف مستلب
لما تولت بقلبي قلت وآسفي ... هل من جناح فأقفو منتهى طلبي ؟
لولا التجلد ما أمسيت في سكن ... وكنت في البيد بين الوحش لم أثب
لعل ريح الصبا تأتي برائحة ... من نفج عنبرها يشفي لذي الوصب
ما كنت أعرف قبل اليوم ما وصفت ... أهل النسيب من الأشجان والكأب
لما بليت أقمت العذر دونهم ... عذر الخبير بسهم الفاتك الأرب
فليت ذا العقل يرثي لي ويعذرني ... وليت أهل النهى والدين والأدب
إذ يعذلون لصب يأت مكتئبا ... يلقون مثل الذي ألقى من النصب
أو يرجعون إلى نصح وموعظة ... من الكتاب وتذكير بهدي نبي
كيما يكون مريض القلب من سفه ... أو غفلة بين خوف الله والرغب
نعم الشفاء كتاب الله مع سنن ... كم أبرءآ دنف التشكيك والريب
فأدمن الوعظ والإرشاد مجتهدا ... وانشر محاسن هذا الدين في دأب
أما ترى النشء قد حادت ركائبهم ... عن التقدم للعالي من الرتب ؟
وغرهم صوت مذياع قد امتلأت ... منه المسامع في تمجيد كل غبي ؟
بثوا الدعاية للدنيا وزخرفها ... وللتنافس بالأموال والنشب
وضللوا النشء بالآراء خادعة ... وضيعوا الوقت في ملهى وفي طرب
ولقبوا الحق القابا مشوهة ... لصدهم عن سبيل الله باللقب
وحاربوا الدين والأخلاق جهدهم ... يا بئس ما وعدوا في شر منقلب
وحسنو السبل اللآتي يهيم بها ... قوم يرون العلى بالمقول الذرب
ما العلم سبك وتنميق وشقشقة ... من دون نور من الوحيين مصطحب
أغاية العز أن تقلوا مبادئكم ؟ ... وتتركوا مجدكم نهبا لمنتهب ؟
وهل يعد عزيزا من نهايته ؟ ... قعر الجحيم مع الطاغي أبي لهب ؟
وكم غبي يرى الإسلام أخّرنا ! ... والكفر قدم أهل الغرب والعجمي
يرى التقدم في ترك التدين لم ... ينظر لصفوتنا في سالف الحقب
لذاك عاب على الإسلام يهدمه ... بالقول والفعل والتعظيم للصلب
مثل الغراب الذي يهوى ويعجبه ... مشي الحمامة في حسن وفي خبب
فحاول الغمر أن يحكي لمشيتها ... فضل مشيته الأولى ولم يصب
(لا تظلموا الدين إذ كلت عزائمكم ) ... وتلصقوا كل عيب فيه بالكذب !
تعلم الطب ليس الشرع يمنعه ... ولا الصنائع في نفع لمكتسب
وإنما حرم الشرع الأمور إذا ... أدت لمعصية تلقيك في العطب
بل جاءنا النص في إعداد قوتنا ... كيما يكون عدو الدين في رهب !
ومن أراد رقيا أو مغالبة ... من دون دين فما أوهاه من سبب
مهلا بني يعرب لا تخلدوا كسلا ... وشجعوا النشء من أبنائنا النجب
على اقتحام العلى في كل آونة ... وحاذروا سكرة اللذات واللعب
كيما تعود إلى الإسلام عزته ! ... ويصبح الجهل والكفران في نصب
أفتية الدين والعلم الصحيح لكم ... مناهل عذبت أحلى من الضرب
وطالب العلم مأمول له أبدا ... مستقبل شامخ أعلى من الشهب
والمجد والعلم مقرونان في قرن ... لكنما العلم لا يجنى بلا تعب
يا فتية الضاد إن العز أجمعه ... في الدين والخلق الممدوح في الكتب
ما بارز المصطفى قوما بعدته ... ولا العديد ولكن صدق محتسب
ولا الصحابة من خافت جموعهم ... أهل البسيطة من ناء ومقترب
هم دوخوا كل جبار وذي أشر ... بعزمة الصدق ثم العزم بالقضب
تلك الغطارفة الأمجاد لم يهنوا ... يوما على شدة الضراء والسغب
حداهم الشوق للموعود في زبر ... حتى استووا فوق متن العز بالغلب
وأنزلوا الفرس عن ديوان مملكة ... منيعة شمخت عن كل مغتصب
ولم يعد مجدها من بعدهم أبدا ... وكانت الفرس تحت الذل للعرب
وقيصر قصرت أيامه وغدا ... تحت السنابك في ويل وفي حرب
أما سمعت بجند الله كم نصروا ؟ ... ومزقوا الروم بالحملات والرعب ؟
وفي ( الأبلة ) و ( اليرموك ) ما فعلوا ... و ( القادسية ) يوم الجحفل اللجب
وكم بأندلس من وقعة عظمت ... فنالت العرب فيها منتهى الأرب
وأصبح الحق في الآفاق منبعثا ! ... كالشمس لكنه أبهى ولم يغب
ثم الصلاة على أزكى الورى شرفا ... أكرم به خير مبعوث ومنتخب