الخميس، 6 ديسمبر 2012

هموم المعلّم



شأني وشأن أولئك الطلابِ
يدعو إلى الإضحاكِ والإعجابِ
فأنا وإياهم نعيشُ بغرفةٍ
مملوءةٍ بالخوفِ والإرهابِ

ذا يبتغي قلماً وذلك آلة
فأنا هنا في جيئةٍ وذهابِ
وصريرُ أقلامٍ وسحْبُ مساطرٍ
وتنفّسٌ عالٍ وعضّةُ نابِ
ولربّما دسّ الخبيثُ بمكرهِ
( برشامةً ) في باطن الأترابِ
وتراهُ يرمِقُ مقلتيك لعلّهُ
يحظى بسرْقِ كُلَيمةٍ وجوابِ
في الصبحِ يرقبني المديرُ مردداً
ببلاغةِ الإسهابِ والإطنابِ
لا تجلسنْ! لاتنطقنْ! لا تغفلنْ!
أحذر! تَنَبّه من عيونِ ذئابِ
ولو أنني أطرقتُ طرفي لحظةً
في الأرضِ لاستُلّت سيوف عتابِ
كم ساعةً مرّت عليَّ بثقلها
أقسى وأنكى من طِعانِ حِرابِ
والفترة الأخرى أشدّ نكايةً
وا رحمتاه لصحتي وشبابي
لا تعذلونني إنْ سقطتُ مُجنْدلاً
بين الكراسي فاقداً لصوابي
ذا حالنا يا قوم حالٌ محزِنٌ
نشكوهُ للمتفرّد الغلابِ
إنّي أقولُ فأنصتوا لمقالتي
يا معشر الأحباب والأصحابِ
كل البلايا قد تهونُ على الفتى
إلا بلاء معلم الطلابِ

شعر : عبدالله بن محمد العسكر