السبت، 1 ديسمبر 2012

أول ما نزل من القرآن الكريم


 
فأول ما أنزل عليه ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ [العلق 1]، هذا قول عائشة والجمهور.

وقال جابر أول ما أنزل عليه ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾ [المدثر 1]، والصحيح قول عائشة لوجوه:

1- أحدها: أنّ قوله: "ما أنا بقارىء"، صريحٌ في أنه لم يقرأ قبل ذلك شيئًا.

2- الثاني: الأمر بالقراءة في الترتيب قبل الأمر بالإنذار فإنّه إذا قرأ في نفسه أنذر بما قرأه فأمره بالقراءة أولاً ثم بالإنذار بما قرأه ثانيًا.

3- الثالث: أنّ حديث جابر وقوله أول ما أنزل من القرآن ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾ [المدثر 1] قول جابر وعائشة أخبرت عن خبره  عن نفسه بذلك.

4- الرابع: أنّ حديث جابر الذي احتج به صريحٌ في أنه قد تقدم نزول الملك عليه أولاً قبل نزول ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾ [المدثر 1]، فإنّه قال: "فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء، فرجعت إلى أهلي، فقلت: "زملوني، دثروني"، فأنزل الله ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾ [المدثر 1]"، وقد أخبر أنّ الملك الذي جاءه بحراء أنزل عليه ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ [العلق 1]، فدل حديث جابر على تأخر نزول ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾ [المدثر 1]، والحجة في روايته لا في رأيه والله أعلم (1).



(1) زاد المعاد في هدي خير العباد، ابن القيم الجوزية، ص:56، ج:1.